الرئيسيةمختاراتمقالاتعرفات كلمة السر كتب مروان خضر

عرفات كلمة السر كتب مروان خضر

عرفات،قد تجلى وازدهر في كل يد تطلق الحجر لم يسجى جسده الطهور في نعش ، ولم يدفن في مثواه الأخير، كل ما في الأمر أنه حاول الترجل من طائرته التي كانت طائر الفينيق،ليحط على الأرض،وإذا بالأعناق الفلسطينية المشرئبة تتلقفه وتهيئ له من من السماء مرقدا .
لم يوارى الثرى ، فقد اختار لنفسه خندقا ريثما تحين لحظة الإسراء به إلى القدس ،فقد كان يؤمن حد اليقين أن رحال هذا الجيل تشد إلى القدس،وبأن بوصلة هذا الجيل لن تضل أبدا،فكان يهتف بهم بملء اليقين(ع القدس رايحين شهداء بالملايين)
ياسر عرفات لم يترك لنا وصية مكتوبة،بل ترك فينا تفاصيل كل المسارب التي ترشدنا إلى القدس، استلهم من حكاية فارس عودة أسطورة جيل في سفر جيل آت، وياسر عرفات لم يكن حالما رومانسيا حين كان يغادر بيروت ويجيب على الأسئلة إلي أين نحن ذاهبون ؟فيقول لهم إلى القدس.،وياسر عرفات كان يعرف كيف أن في انكسار الموج قوة دفع تعلو به كي تتراءى له أهلة الصخرة وصلبان الكنيسة. كم كانوا واهمين حين تهامسوا أن العالم بلا ياسر عرفات سيكون أفضل، فاكتشفوا أن معيار القبول والرفض مرهون بالإجابة على سؤال لو كان ياسر عرفات فهل له أن يقبل بذلك أم سيرفضه؟فلم ولن يجدوا من يقبل بما كان يرفضه.فهو البوصلة وهو الحالة الوجدانية التي تعيد صياغة الأشياء والمواقف على نحو أكثر عنفوان وبصيرة. لم نكن ننتظر منه التعليمات،ولم يكن العالم ينتظر منه خطابا يقرر فيه الموقف الفلسطيني، فكنا ندرك أن في ابتسامته الجميلة شحنة أمل، وبان في غضبته دعوة للنفير،فهو لم يستبدل بدلته العسكرية ببدلة رئيس دولة،وبقي متزنرا بمسدسه لا خوفا على حياته ،فآخر ما كان يخشاه هو الموت أو الاغتيال. فكان حالة اقتداء وتيمناً.
خذلوه ألف مرة،ولم يندب حظه لحظة،حاصروه ألف مرة ،لكنه كان هو الذي بحصارهم،هُزِموا ألف مرة،ووحده استطاع احياء الروح العربية على حتمية الانتصار على الانكسار، فقدرنا كان جميلا إذ كان هو رجل الخيارات الصعبة.
عرفات لا زال كلمة السر التي تأتمن الأجيال بعضها البعض على راية الكفاح، وسيبقى مخزون ارث الوعي الوطني الفطري المولود فينا،فهو قد تجلى وازدهر في كل يد تطلق الحجر، هو البقاء والثبات وهو الذي على الموت قد انتصر. بايعناك حيا،عاهدناك منذ عهدناك وشيّعناك،وما بين البيعة والعهد دربك المحفوف بالحياة لشعب تستعصي ذاكرة أطفاله على النسيان،فوحدك الذي لم تمت إلا بعد أن أبقيت الحبل السُريّ بين الجيل والجيل سر التكوين الفلسطيني، فأنت من أخصب هذه الأرض بأشجار الغار والحجارة ،وأنت الذي اوصيتنا بنشيد الحياة تحت ضوء احتكاك الحجر المقدس بآلة القتل فتشتعل الأرض ويسرج بدم الشهيدة قنديل ، لتخرج من خندقك فتشعل الشرارة..

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا