الرئيسيةمختاراتمقالاتأنين النااااااااااااااااي

أنين النااااااااااااااااي

بقلم: سعدات بهجت عمر

كان التفكير الإمبريالي جدياً لإقامة منطقة نفوذ عازلة في وسط الأمة العربية عبر رأس حربة يهودية بالحاجة الإقتصادية مُبرراً عقائدياً وبهذا التفكير الجهنمي استطاعت بريطانيا وفرنسا التخطيط لاحتلال وتقسيم الوطن العربي للوصول في النهاية إلى استعمار بريطاني لفلسطين وهذا بحد ذاته مما يُثبت أنه لا يوجد حقوق تاريخية لليهود في فلسطين. فلا فلسطين بلا شعب، ولا يهود بلا أرض وهذه الفكرة بدأت منذ العام 1903 أي بعد ضم ولاية كاليفورنيا إلى الولايات المتحدة، وبالتالي دخولي الولايات المتحدة الأمريكية مُعترك السياسة العالمية كامبريالية رأسمالية متطورة وبالتالي بُفهم وعد بلفور على أنه مؤشر ملموس على الوحدة الإمبريالية بشكل عام لاستعمار الأمة العربية وتقسيمها إلى دول وأمم. فأمريكا اليوم تعتمد للسيطرة على الشعوب العربية ومُقدَّراتها على أقلية شوفينية من هنا وهناك لا روابط تجمعها (المستعمرو الإسرائيلية في فلسطين)، وبقي تقديم هذه المعادلة في السياسة الخارجية الأمريكية يتأجل مع التطور العكسي لما سُمي بالروابط الماسونية وتطورها إلى محافل ماسونية في أوروبا ومن ثم في أمريكا حتى استصدار قرار بعد سينين مدروسة يكون بالمُستطاع تقدير وتحديد مواقع القوى المتصارعة وظهر هذا في نهاية الحرب العالمية الأولى في 1917/10/14 وتركز برنامج عمل في وزارتي الحرب البريطانية، والأمريكية على
أن الحكومة الألمانية كانت تكسب دعم الأكثرية من اليهود وكانت الحكومة الفرنسية على علم بأن الرئيس الأمريكي وِلْسون يحظى بتأييد كامل من الحركة الصهيونية، وكان اللورد كيرزون يعتبر أن توطين اليهود في فلسطين فكرة طوباوية وأن ذلك غير عملي أبداً. مما اضطر الرئيس الامريكي ويلسون إلى انتقاء مفردات النص عن قصد وحذر في وعد بلفور جعلها مُبطَّنة لمسيرة طويلة للإدارات الأمريكية في المستقبل إلى أن جاء ترامب وأفصح عنها في وعده المشؤوم “صفقة القرن” ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس واعترافه بالقدس الموحدة عاصمة أبدية للمستعمرة الإسرائيلية في فلسطين واعترافه أيضاً بيهودية الجولان السورية مع بدء مسيرة التطبيع، وتصدي الرئيس أبو مازن لهذه الصفقة. ألا يكفي اليوم في مواجهة الوصع الخطير الذي تمر فيه قضيتنا الفلسطينية أن تبرز بجدية بعيداً عن المراوغات الكرتونية مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية لتطغى على كل ما يُطرح للمناقشة في اللقاءات المزعومة وتنعكس برنامجاً وحدوياً بشقيه السياسي والتنظيمي لأن المقصود اسرائيلياً رقاب شعبنا الفلسطيني وهذا يعني تصفية قضيتنا الفلسطينية العادلة، وتخليداً لوسواس المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. فليس جديداً ولا صعباً على شعبنا الفلسطيني الذي ما زال يخوض غمار نضاله الوطني ضد الإستعمار الإسرائيلي الإحتلالي وقد تجلت وحدته النضالية الوطنية بوحدة البندقية وبأعلى سيماتها في الشهادة باستشهاد مئات الآلاف من شعبنا على طريق الحرية والاستقلال. لنرفع شعارنا القديم الجديد التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني الذي ينتظر بإصرار لقاء الجزائر على حقه الوحدوي والذهاب إلى مؤتمر القمة العربية القادم في الجزائر موحدين لا منقسمين كي لا يكون بين الفلسطيني الواحد من يطرح الإنقسام بالدم والعمالة لأجندات إقليمية ويتشبث بهما، وليكون قسمنا بصوت واحد نعم لفلسطيننا نعم لوحدتنا الوطنية نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويعيش النضال الوحدوي في العودة وتقرير المصير بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس موحدة أبدية. فبوحدة شعبنا الفلسطيني الطريق سليم ومستقيم للإنتخابات التشريعية والرئاسية ولإفشال المؤامرات الإسرائيلية وغير الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني المُتراكمة منذ 74 سنة. فبوحدتنا الوطنية الفلسطينية كما أسلفت وفي هذه المرحلة ترتدي أهمية إستثنائية نظراً لهول وضخامة المؤامرة الإمبريالية-الإسرائيلية-التطبيعية مما يستدعي إلى وقفة جبارة جامعة شاملة تستلزم تعزيز وتطوير قدرات مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية هو الوضع الأخطر على عُمْرِ سِنِيّ النكبة الذي ما زال ينشأ نتيجة التطبيع وانتقاله إلى التحالف مع المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين وبالتأكيد أن هذا التحالف موجه ضد تطلعات شعبنا الفلسطيني للحرية وعلى تكريس الإستعمار الإسرائيلي الإحتلالي ليأخذ هذا التآمر مجالاً أكبر في إطلاق مشاريع تدميرية نفسية للعربي من الخليج إلى المحيط.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا